الاعداد السابقة للصحيفة
الجمعة8 نوفمبر

أم سعيد تجهد نفسها حتى تحافظ على السف

منذ 11 سنة
1
3886
أم سعيد تجهد نفسها حتى تحافظ على السف
بريدة

كثيراً ما تكون الحياة المستقرة في جو الأسرة ومحيط العائلة لدى الفرد ما يسمى بالروح العائلي والعواطف الأسرية المختلفة وتنشأ الاتجاهات الأولى للحياة الاجتماعية المنظمة فالأسرة هي التي تجعل من الطفل اجتماعياً مدنياً وتزوده بالعواطف والاتجاهات اللازمة للحياة والانسجام مع المجتمع الذي يعيش فيه.

وهذا مادفع بالخالة أم سعيد لامتهان ( سف ) جريد النخل وصناعة العديد من المقتنيات الأثرية منذ كان عمرها 7 سنوات ، تعلمت هذه الحرفة من والدتها وجدتها عليهن رحمة الله ، فأتقنت المهنة وأصبحت تجارة لها تقتات منها وتقوم بدورها كأم تعول عدداً من الأولاد والبنات مات والدهم منذ زمن ، حتى أنها ربما تكون الوحيدة التي تمتهن ( السف ) حاليا .

وأم سعيد ومن خلال ذلك العمل بحثت ايضاً الاستقلال الذاتي الاقتصادي ولم تعد عبئاً على أقربائها أو مجتمعها في إشباع حاجاتها المادية ، حيث تقول عملي هذا بات الدعامة الأساسية واللبنة الجوهرية لبيتي الذي يجمعني بأبنائي وبناتي فبقي خط الدفاع الأول الذي يحمينا من الفقر وسؤال الناس ، كما أنه سر كلمة التربية التي تقترن بالطفل منذ نعومة أظفاره و إلى أن يصير عنصراً فاعلاً في المجتمع حينما يرى أن العمل اليدوي والاحتراف بمهنة معينة ليس عيباً بل هو مكسب للاحترام وتقدير الآخرين .

وتضيف تكونت لي قاعدة كبيرة من الزبائن وعرفني القاصي والداني ، وساهم مهرجان الكليجا منذ انطلاقته في تعريفي على زواره ، وفي تقييم الموروث الشعبي واعتباره أداة ثقافية للناشئة ، حيث أجد استفسارات من الجيل الحالي ومن الصغار ، في حين كل من يريد تزيين منزله بالمقتنيات الأثرية التي تصنع من سعف وجريد النخيل مثل المحادر والسفرة والقفة على مختلف احجامها يجدها أمامه .

وتقول اهتمام الناس باستقبال الضيوف وتقديم التمر والأكلات الشعبية في اسلوب تراثي هو ماجعل هذه الحرفة تستمر ويزيد عمرها ، فالرجال والنساء على حد سواء يبحثون عن مصنوعاتي لتزيين منازلهم ، ولتوطيد الأكلات الشعبية بالأدوات التراثية ، وهذا طابع جيد يبرز موروثنا الشعبي .

وتعتبر أم سعيد مساعدة بناتها في مسألة تسويق مصنوعاتها امر إيجابي كونه يغطي عدم رغبتهن في خلافتي في هذه الحرفة ، ولعل ترتيبهن وتسويقهن فرغني لصناعة العديد من تلك المقتنيات وتوفيرها للزبائن .

التعليقات

ا
المحرومه عدد التعليقات : 220 منذ 11 سنة

الله يوفقها ويرزقها يااااااارب العالمين

اترك تعليقاً