قال وزير الداخلية التونسي الهادي المجدوب إن تورط جهاز أجنبي في عملية اغتيال محمد الزواري المهندس طيار التونسي الجنسية ، التي تمت الخميس الماضي بمدنية صفاقس ، غير مستبعدة ، معلنا أن عملية التخطيط للاغتيال تمت منذ يونيو الماضي خارج تونس من خلال شخصين أجنبيين أحدهما يحمل جنسية عربية وأخرى أوروبية.

وأضاف المجدوب – في مؤتمر صحفي اليوم الإثنين – أنه حتى الآن لا يتوفر دليل قاطع على تورط جهاز أجنبي لكن المعطيات تشير إلى ذلك ، وفي حال التوصل لأدلة مادية سيتم تدويل القضية بالطرق القانونية والشرعية من خلال الدبلوماسية التونسية سواء قانونيا أو قضائيا.

وأوضح أن منفذي العملية اثنان أجنبيان ، ولكن ما قام بعمليات التحضير واللوجتسيات أفراد تونسيون ، حرص المخطط ألا يعرفوا بعضهم البعض ، وتمت العملية بسيناريوهات وضعت منها ما كان وهميا ومنها ما كان واقعا فعليا ، مشيرا إلى أنه تم حتى الآن التحفظ على 10 تونسيين متورطين وشبه متورطين في العملية بينهم صحفية تم استدراجها من أحد الدولة الأجنبية وهي التي أجرت مع الزواري حوارا صحفيا قبل إغتياله.

وكشف وزير الداخلية أن التحريات الأولية تشير إلى أن الهدف من القتل هو قيمة الزواري العلمية والأكاديمية، حيث كان يتميز بمعرفة كبيرة في مجال صناعة الطائرات بدون طيران والتي يتم التحكم فيها عند بعد ، مشيرا إلى أنه كان ينتمي إلى الحركات الإسلامية منذ عام 1989 ، لكنه بعد الثورة التونسية 2011 لم يتم رصد أي علاقة بينه وبين أي عمل سياسي أو ديني.

ونفى أن يكون هناك تنسيق بين الأجهزة التونسية وبين حركة حماس ، التي أعلنت نعيها للمهندس التونسي بعد وفاته ، ولا توجد أية أدلة حول انتمائه إلى الحركة أثناء تواجده خارج تونس أو بعد رجوعه إليها سنة 2011 ، مشيرا إلى أنه من المتمتعين بالعفو التشريعي العام في تونس.

وحول الصحفي الإسرائيلي الذي بث لقطات مصورة من موقع حادث الاغتيال ، قال وزير الداخلية التونسي إنه دخل تونس بجواز سفر ألماني ككاتب ، ولكنه لم يسجل في أي جهة تونسية ولم يطلب تصريحات وتوجه مباشرة إلى صفاقس ، حيث تحدث مع عائلة الزواري وأخبرهم أنه يعمل بهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) وسمحوا له بالتصوير ، وقال لآخرين أنه يعمل بأحد القنوات الألمانية.