رحل أمس عن عمر باهز الـ77 عاما، الشاعر سيد حجاب، أحد أبرز شعراء العامية المصريين، الذي أعلن عن وفاته بعد صراع مع المرض، دون الإشارة إلى أى تفاصيل أخري حول موعد العزاء.
حجاب الذي حضر بقوة في المشهد السياسي المصري إبان ثورة يناير 2011، كانت لنشأته على ضفاف بحيرة المنزلة بمدينة المطرية بمحافظة الدقهلية التى تقع في دلتا مصر ويشتغل معظم سكانها في الصيد، تأثيرا كبيرا في اتجاهاته الشعرية، وكان معلمه الأول هو والده الذي كان يصطحبه إلى المباريات الشعرية بين الصيادين، وكان يدون ما يقوله الصيادون ويحاول محاكاتهم.
مولده ونشأته
في 23 سبتمبر 1940، ولد سيد أحمد حجاب، بمدينة المطرية، التحق بقسم العمارة بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية عام 1956، ثم انتقل إلى جامعة القاهرة لدراسة هندسة التعدين عام 1958.
بدايته مع الشعر
كان والد سيد حجاب بمثابة المعلم الأول له في الشعر، فقد كان يشاهده في جلسات المصطبة الشعرية حول الموقد في ليالي الشتاء الباردة وهو يلقي الشعر للصيادين في مباراة يلقي فيها كل صياد ما عنده فكان يدون كل ما يقوله الصيادون ويحاول محاكاتهم وكان يخفي عن والده حتى أطلعه على أول قصيدة كتبها عن شهيد باسم “نبيل منصور” فشجعه والده على المضي قدمًا في هذا الاتجاه حتى دخل المدرسة وصادق المعلم الثاني شحاته سليم نصر مدرس الرسم والمشرف على النشاط الرياضي والذي علمه كيف يكتب عن مشاعر الناس في قريته.
لقاؤه بالأبنودي
كان من أصدقائه الفنان التشكيلي الكبير عبد المنعم السحراوي فقد قاما بأعمال فنية مشتركة بينهما منها عمل لمدينة المطرية بمحافظة الدقهلية تحت عنوان “بلدنا بحيرة ومدنة” أشعار سيد حجاب و رسومات عبد المنعم السحراوي.
وفي إحدى ندوات القاهرة التقى حجاب والشاعر عبد الرحمن الأبنودي، ونشأت بينهما صداقة بعد هذا اللقاء، ثم تعرف إلى أستاذه الثالث صلاح جاهين الذي تنبأ له بأنه سيكون صوتاً مؤثراً في الحركة الشعرية.
أول ديوان له
فى منتصف الستينيات من القرن الماضي احتفى المثقفون بأول ديوان له “صياد وجنية”، وبعده انتقل إلى الناس من خلال مجموعة البرامج الإذاعية الشعرية “بعد التحية والسلام” و”عمار يا مصر” و”أوركسترا”، وقد كان الأبنودي يقدم معه البرنامج الأول بالتناوب، كل منهما يقدمه 15 يوماً وبعد فترة انفصلا وبدأ كل منهما يقدم برنامجاً منفصلاً. كما شارك سيد حجاب في الندوات والأمسيات الشعرية والأعمال التليفزيونية والسينمائية في محاولة للوصول للجمهور، وقدمه جاهين لكرم مطاوع ليكتب له مسرحية “حدث في أكتوبر”.
كتابته للأغنية
عندما دخل الشاعر سيد حجاب مجال الأغنية غنى له كل من عفاف راضي وعبد المنعم مدبولي وصفاء أبو السعود، ثم كتب أغاني لفريق الأصدقاء في ألبومه، ثم أتبعه بألبومين هما “أطفال أطفال” و”سوسة”.
بعدها لحن له بليغ حمدي أغنيات لعلي الحجار وسميرة سعيد وعفاف راضي، وقدم معه الحجار “تجيش نعيش” وكتب لمحمد منير في بداياته أغنية “آه يا بلاد يا غريبة” في أول ألبوم له، ثم أربع أغنيات في ألبومه الثاني، ثم كتب أشعار العديد من الفوازير لشريهان وغيرها بجانب العديد من تترات المسلسلات التي عرض بعضها في رمضان.
شارك حجاب في إصدار مجلة “جاليري 68” ونشر بها بعض الدراسات والأشعار.
أشهر إصداراته
من إصداراته الشعرية صياد وجنية، دار ابن عروس، القاهرة 1964، والأعمال الشعرية الكاملة، الجزء الأول، دار الفكر، القاهرة 1986، مختارات سيد حجاب، مكتبة الأسرة، هيئة الكتاب 2005.
التعليقات
اترك تعليقاً