عودة الأهلي للبطولات من الباب الكبير الموسم الماضي، بعد الفوز بالدوري، لينهي غياب استمر عقود عن هذا اللقب، الذي أضاف إليه كأس الملك ثم كأس السوبر، جعل طموحات أنصاره تلامس السحاب في الموسم الحالي.
وساعد على ذلك ، ان الأهلي يكاد يكون النادي الوحيد بين أندية دوري جميل الذي لا يعاني من مشاكل مالية ، فضلاً عن ان الفريق استطاع أن يبقي على عناصره ، سواء الأجانب أو المحليين ، الذين لعبوا أدوار
البطولة ، في عودة الفريق إلى المنصات بقوة ، إضافة على قدرة النادي على التعاقد مع أي لاعب يحتاجه ، مهما كانت التحديات والمنافسة.
وكان الاستثناء الوحيد، هو رحيل مدرب الفريق السويسري كريستيان جروس ، بناء على رغبته في نيل قسطاً من الراحة ، وكذلك رحيل قائد الفريق أسامة هوساوي إلى الهلال، إلا أنه ترك فراغاً كبيراً في الدفاع الأهلاوي.
وانتظر أنصار الأهلي انطلاق الموسم الحالي على أحر من الجمر ، ليكتسحوا بطولاته ، عطفًا على ما كان في الموسم الماضي، وشجعهم على هذا أن البداية كانت مشجعة جداً، عندما أحرز الفريق كأس السوبر على حساب الهلال .
وانطلق الموسم رسميا بمباريات دوري جميل السعودي للمحترفين ، بقيادة جديدة للبرتغالي جوميز الذي تعاقد معه النادي بتوصية من جروس نفسه.
ولكن لم يستطع جوميز أن يسد الفراغ الذي تركه رحيل جروس عند الجماهير، كما افتقد المدرب الجديد كيمياء التواصل بينه وبين الجماهير التي كان يتمتع بها جروس، بدأت تتعالى ضده الأصوات المنادية برحيله في ظل النتائج والأداء غير المقنع للفريق، وبدأت هذه الأصوات تجد صدى لها عند الإدارة، فبدأت تتحرك لإعادة جروس، الذي طالبت به الجماهير، باعتباره أيقونة الانتصارات الأهلاوية.
رحل جوميز وعاد جروس ، وبدأت نتائج الفريق تتحسن نوعاً ما ، فرفعت جماهير الأهلي سقف طموحاتها من جديد ، إلى أعلى درجة ، لكن سرعان ما بدأ مؤشر الفريق في التراجع على اكثر من صعيد ، حتى ابتعد الهلال بصدارة الدوري بفارق كبير، وبدأت حظوظ الفريق في هذا اللقب تتآكل شيئاً فشيئاً ، فنقلت الجماهير أحلامها في التتويج إلى دوري أبطال آسيا ، التي يستعد الفريق إلى خوض الجولة الرابعة من دور المجموعات منها ، لكن التعادل الأخير مع العين فجّر الغضب بين جدران القلعة.
وحتى جروس نفسه ، أيقونة الانتصارات، أصبح هدفاً لسهام الناقمين على أداء الفريق، ليطرح السؤال نفسه “هل الأهلي في أزمة؟”.
كل التقارير الواردة من كواليس أهلي جدة تؤكد وجود أزمة عدم انضباط بعض اللاعبين، ويخشى الجهاز الفني بقيادة جروس ان يفقد السيطرة على الفريق ، خشية ان ينتقل عدوى عدم الانضباط إلى باقي اللاعبين، في وقت يقترب الموسم من نهايته ، وتنتظر الفريق منافسة شرسة في كأس الملك ، وفي دوري أبطال آسيا.
ويبدو ان إدارة النادي أدخلت نفسها في صراعات شغلتها قليلاً عن التركيز الكامل مع الفريق ، فهي تستعد الآن لسداد الغرامة التي سيقضي بها الاتحاد الدولي لكرة القدم ، في قضية سعيد المولد، كما أنها مشغولة بما تقوم به اللجنة المشكلة من اتحاد الكرة، للنظر في قضية ضم الحارس محمد العويس.
القلق من ضياع الحلم ، الذي تولد من رحم انجازات الموسم الماضي ، كان الشرارة التي أشعلت حالة الغضب بين الجماهير الأهلاوية ، والتي زادت حدتها بعد التعادل في مباراة العين ، لكن يبدو ان جروس ولاعبيه كانوا محظوظين هذه المرة ، فستمنحهم فترة التوقف الحالية للدوري فرصة ذهبية لالتفاط الانفاس ومراجعة النفس ، فضلاً عن الوقفة الحاسمة من رجال الاهلي بتوجيه انذار شديد اللهجة للاعبين المتخاذلين بالفريق بالاستبعاد النهائي من الفريق.
التعليقات
اترك تعليقاً