استند كاتبان صحفيان من المملكة على بيان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كذّب مزاعم نظام قطر عن هجوم عسكري سعودي إماراتي على دولتهم؛ حيث قام ترامب بتوبيخ أمير قطر، الشيخ تميم، عندما التقاه في نيويورك؛ لافتين إلى أن هذه المزاعم عن التدخل العسكري، دليل على مقدار الخوف الذي ينهش في أوصال النظام القطري، وأن على حكام الدوحة المدللين تحمل نتائج تصرفاتهم.
وقال الكاتب والمحلل السياسي عبدالرحمن الراشد في مقاله ” حكاية الغزو السعودي الإماراتي لقطر! ” بصحيفة ” الشرق الأوسط ” ، يقول الكاتب: ” إحدى الوكالات الإخبارية نسبت للبيت الأبيض قوله إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نجح في منع هجوم عسكري سعودي إماراتي على دولة قطر، ولم تمضِ ساعة حتى أصدر الرئيس الأمريكي بياناً يكذّب الحكاية.
ثم ظهر خبر آخر يقول: إن ترامب وبّخ أمير قطر، الشيخ تميم، عندما التقاه في نيويورك، وأظهر له معلومات سرية تؤكد أن قطر لا تزال تمول الإرهاب؛ برغم أنها وقعت تعهداً مع الأمريكيين قبل أسابيع بأن تكف عن ذلك!”.
ويعلق ” الراشد ” قائلاً: ” يتم ترديد كثير من الحكايات لأغراض سياسية؛ في حين هناك منطق ينفيها؛ فطبيعة الأزمة وكذلك تحصّن قطر المبكر بالقواعد الأمريكية والأحلاف العسكرية الدولية؛ يحول دون التفكير في ذلك؛ لكن قطر لجأت إلى هذه الدعاية منذ يونيو الماضي؛ لاستدرار التعاطف مثلاً في الكويت، وتصوير الدول التي هي على خلاف معها كدول شريرة.
وفي مقاله “حقيقة التدخل العسكري في قطر ” بصحيفة ” الشرق الأوسط ” ، يقول الكاتب والمحلل السياسي سلمان الدوسري: ” اختصر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كل المسلسل القطري الهزيل في الترويج لحكاية التدخل العسكري، وأمام أمير قطر نفسه، مجيباً عن سؤال ما إذا كان قد حذّر المواطنين بشأن التحرك عسكرياً ضد قطر بقوله ” لا ” ، وأظن أن موقف النظام القطري كان مخجلاً ورئيس أكبر دولة في العالم يفند قصة ارتكزت عليها سياسة المظلومية القطرية منذ اليوم الأول للأزمة؛ تبريراً لسماحها بدخول قوات أجنبية بأعذار واهية في سبيل التحريض على الدول الأربع، دون أن يعلم النظام أن هذا السيناريو لا يضر خصومه بقدر ما يثبت أنه فعلاً نظام هش وبات يشكل خطراً على الأمن الإقليمي وأمن دول الخليج”.
الخوف ينهش أوصالهم
ويضيف ” الدوسري “: ” كذبة أخرى تُسقط مصداقية الدوحة أمام العالم، يبدو معها النظام القطري متعرياً من أي غطاء يُعينه على مواجهة آثار المقاطعة، وما الترويج لمسرحية التدخل العسكري إلا دليل جديد على مقدار الخوف الذي ينهش في أوصال النظام، وكل يوم يمر تتعمق الأزمة أكثر وأكثر، وتتغافل الدوحة وتغمض عينها.
إن الخشية الحقيقية ليست من التدخل العسكري الخارجي المزعوم؛ بقدر ما هي من سياسات ثورية فاشلة تزيد من الأعباء التي لن تستطيع الدوحة الخروج منها إلا بصعوبة بالغة وتكاليف باهظة .
التعليقات
اترك تعليقاً