احتفل المركز الرئيسي للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون مساء يوم الخميس الماضي باليوم الوطني للمملكة 87 وباختتام أنشطتها لعام 1438هـ، وذلك بحضور رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور عمر السيف ونائبه الدكتور أسامة القحطاني وعدد كبير من المثقفين والفنانين والإعلاميين.
حيث شهد الحفل الذي تولى تقديمه الفنان يوسف الجراح العديد من الفقرات الفنية المتنوعة والتي بدأت بالقران الكريم ثم القى رئيس مجلس الإدارة الدكتور عمر السيف كلمة قال فيها: أودّ أن أسأل:
لماذا نلتذ بالنظر في لوحة جميلة، أو سماع بيت شعريّ فريد؟
ولماذا تنثال مشاعرنا ونحن نقرأ رواية، أو نستغرق في تفاصيل الألم والحزن ونحن نرى مشهدًا مسرحيًا حزينًا، على الرغم من يقيننا أنّ الممثلين سيحيوننا بعد المسرحية مبتسمين؟
لماذا نبتهج حتى ونحن نرى فيلماً مأساوياً؟
إنّه السحر الذي يرتبط بالأدب والفن.
وبالمناسبة، كان الفنّ يُربط بالسحر، فمن أراد أن يصنع تعويذة ليصيب المرضُ عدوّه فعليه أن يمثّل بشكل دقيق آثار المرض عليه..انتهى هذا المعتقد وزال عن عقول الناس، وظلّ الفنّ ساحرا.
سؤال آخر: لماذا تهتمّ جميع الأمم المتحضرة بثقافتها وفنونها؟
كل هذه الأسئلة وغيرُها عن أهمية الثقافة والفنون للإنسان كانت محلّ شعور بالمرارة، لأنّ المثقفين كانوا يعلمون أهميّتها ويدركونها ولكنهم ظلوا هامشيين ومهمشين، حتى جاءت رؤية ٢٠٣٠ فجعلتها هدفًا إستراتيجيًا، لأنها استثمار في الإنسان نفسه، ورؤية ٢٠٣٠ ليست خطة سنبذل جهدًا لإنجاحها، بل هي مستقبل المملكة الذي لا خيار أمامنا إلا أن نقاتل لتتحقق فيحيا أبناؤنا بشكل صحيح.
للشباب طاقة عالية على المستوى البدني، وعلى مستوى العواطف والانفعالات، ولا يتحقّق التوازن للشاب إلا بأن يعمل على إنتاج منجز في الفكر أو الثقافة أو الفنون، إضافة إلى أهميّة زيادة الحساسية في التذوق الفني، مما ينعكس إيجابًا على صحته النفسية، ودوره الاجتماعي, وتأتي الجمعية لتكون من أهم الجهات التي يمكن أن تأخذ بيد الشاب وتساعده لتحقيق منجزه, ومن ثمّ فالجمعية حريصة على بناء شخصية الفرد بناء متزنًا بعيدًا عن الإفراط والتفريط.
فعلى المستوى الثقافي، لا تزال الجمعية تحظى ببعض الملتقيات المهمة، مثل:
الملتقى الثقافي الذي يُقام بشكل نصف شهري، بإشراف الدكتور سعد البازعي.
وملتقى جسور الذي بدأ الأسبوع الماضي،، بإشراف الأستاذ يعرب خياط.
كما ستُدشّن في المرحلة المقبلة ملتقى ” جماليات الفنون ” بإشراف الدكتور صالح عيظة الزهراني، وملتقى التذوق بإشراف الدكتور فهد الجبرين، وملتقى “ثقافة الإعلام” الذي نأمل أن يشرف عليه الدكتور نايف الثقيل.
وستشهد الفنون بأنواعها نهضة شاملة بإذن الله, فالمرحلة المقبلة ستشهد بإذن الله حراكًا ثقافيًا فنيًا، وحالة مثاقفة متّقدة, وهو ما تستحقه الرياض, أما بقية الفروع فتنتظر الكثير من التطوير التي ستبدأ باللوائح وكذلك المقرّات، ولن تقف رغبة التطوير عند حدود بإذن الله, وكلّي يقين بأنّ معالي الوزير لن يألو جهدًا في كل ما من شأنه تطوير الثقافة والفنون.
الجمعيّة ليست مؤسسة تعنى بالثقافة والفنون وحسب، بل هي ذاكرة ثقافة المملكة وفنونها، وهي بيت الخبرة الأعرق، ولها فضل على نخبة من أفضل الأسماء الثقافية ومن نجوم الفن في المملكة، فهي لا تقدّم البهجة وحسب، بل تسعى للمحافظة على تراث هذا البلد الثقافي والحضاري وإثرائه.
والجمعية اليوم تكسو الوطنَ بحلل من الجمال في عيده السابع والثمانين، فقد أقامت الجمعية ٦٣ ثلاثا وستين فعالية في مختلف فروع المملكة، وتختتم فعالياتها بهذا الحلل الذي أشكركم جميعًا على تشريفكم إياه.
وقبل أن أختم أتوجه بالشكر الجزيل للفريق المميز الذي عمل ليل نهار لتحضير هذه الليلة، وأشكر شركة الإلكترونيات الدولية التي رعت هذه الفعالية. كما أشكر الفنان الجميل يوسف الجراح على تقديمه ومشاركته، والشاعر المميز الدكتور فواز اللعبون، وفنان العرب الجديد رامي عبد الله، وفرقة آمال الرياض، وإلى الأستاذ مقبل بن فارس البيشي وجميع أعضاء الفرق الشعبية التي أحيت هذه الأمسية، والفنانات الرائعات اللائي رسمن الجدارية, وكل عام ووطننا بخير ونماء.
ثم توالت فقرات الحفل حيث قدم الشاعر الدكتور فواز اللعبون قصيدة وطنية بعنوان (فنار الأرض) تفاعل معها الحضور, ثم قدم عدد من أطفال الجمعية أوبريت (وطن الحزم) تأليف الشاعر حمد الرشيدي, فمشهد مسرحي من إخراج المنذر النغيص, بعده جاء دور الطرب حيث صعد الفنان رامي عبد الله وقدم عدد من الأغنيات العاطفية أختتمها بأغنية الفنان محمد عبده (فوق هام السحب) والتي حظيت بتفاعل كبير من الجمهور ووصفة النقاد بفنان العرب القادم.
لم تغيب العروض الشعبية فقد شاركت عدد من الفرق ببعض الرقصات مثل العرضة النجدية والسامري والخبيتي والمسيرة.
ثم اختتم الحفل بتكريم الرعاة والمشاركين من قبل رئيس مجلس الإدارة الدكتور عمر السيف ونائبة الدكتور أسامة القحطاني, وهم الشركة الدولية للأجهزة الالكترونية والشاعر الدكتور فواز اللعبون الفنان رامي عبد الله والمخرج المنذر النغيص والفنان يوسف الجراح والفرق الشعبية
ثم توجه الجميع إلى تناول طعام العشاء.
يذكر إنه شارك في تنظيم الحفل كل من بندر الجريان مدير فرع الجمعية بالرياض والمشرف العام على الحفل, ومعيض البحيري مدير الشؤون المالية والإدارية, وطاهر بخش مسؤول العلاقات العامة والإعلام والنشر, وسمير مبروك مشرف قسم الموسيقى, وعاطف القحطاني سكرتير مجلس الإدارة ومسؤول العلاقات العامة, ومحمد الديراني سكرتير تنفيذي ومسؤول العضويات والشراكات, ومها الطلحة مشرفة الفنون التشكيلية والخط العربي, ومقبل البيشي مشرف الفنون الشعبية, وتركية البدر مشرفة التصوير الضوئي, وسارة الرشيدان مشرفة المنتدى الثقافي, والمنذر النغيص مشرف الفنون المسرحية, وعبد الرحمن الزهراني منسق ومنظم الحفل.
التعليقات
اترك تعليقاً