أكد سفير خادم الحرمين الشريفين في إندونيسيا، أسامه بن محمد الشعيبي أن المملكة تولي اهماما منقطع النظير في مجال العلم والعلماء في العالمين العربي والإسلامي.
وأشار السفير الشعيبي إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله اكد خلال كلمته في القمة الإسلامية الأولى للعلوم والتكنولوجيا والابتكار والتحديث في العالم الإسلامي التي عقدت في العاصمة الكازاخستانية ، آستانا خلال الفترة من 10 إلى 11 سبتمبر 2017 على أهمية العلم والمعرفة كعنصر أساس لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المُستدامة ، وأهمية تعزيز التعاون بين الدول للرقي بالعلوم والبحوث وتطوير التقنيات والابتكار ، بما يدفع الدول الإسلامية إلى مواقع رائدة في الاقتصاد العالمي .
وأوضح السفير الشعيبي أن المملكة ترى أن تحقيق النهضة في مجال المعرفة والعلوم التطبيقية والتقنية يستند إلى أربع ركائز جوهرية، أولها تطوير التعليم من خلال مراحله الأولى حتى التعليم العالي بحيث يكون مبنيا على تشجيع الابداع والتفكير المُنطلق ويصبح ميدنا لاكتشاف المواهب واحتضانها وتنميتها.
وتشجيع البحث العلمي والتقني وتطوير التقنيات المبتكرة وضمان توفير التمويل لذلك سواء من قبل الحكومات أو القطاع الخاص ، بجانب بناء منظومة متكاملة يتم من خلالها احتضان المبدعين وأفكارهم وضمان تحويل نتائج البحوث العلمية إلى تطبيقات عملية ذات مردود اقتصادي ،ومد جسور التعاون والتكامل داخل الدولة الواحدة وبين الدول ومن خلال المنظمات الدولية .
وأكد سعادة السفير الشعيبي أن المملكة تعيش هذا التوجه لتحقيق رؤيتها المستقبلية الواعدة 2030 والتي تهدف إلى تحقيق التقدم وتنويع مصادر الدخل وتمكين الشباب وتوفير كل الفرص الممكنة لهم.
وقال السفير الشعيبي ان المملكة تخصص الجزء الأكبر من ميزانيتها العامة لتطوير وتدريب الشباب وصقل مهاراتهم ودعم البحوث وإنشاء الجامعات البحثية ومدن التقنية الحديثة إضافة إلى أن المملكة العربية السعودية اقامت اضخم الشراكات الاستثمارية في قطاع التقنية وذلك لتحقيق اهداف هذه الرؤية الطموحة
جاء ذلك خلال المحاضرة التي القاها سعادة السفير تحت عنوان ” مكانة العلم في الدين الإسلامي وإسهامات العلماء المسلمين في الحضارة الإسلامية في جامعة (العاشر من نوفمبر للتكنولوجيا (ITS) في مدينة سورابايا جاوة الشرقية و اكد من خلالها على أهمية العلم وأن الهدف من العلم ليس التعلم فقط بل هو تطبيق ما يتعلمه الطالب في حياته العامة لتطوير ذاته كإنسان وتطوير الأخرين من خلال التوجيه والتدريس والتدريب مشيراً أنه ولكي نحارب به أعداء البشرية المتمثل في الفقر والمرض والجهل .
وأضاف السفير الشعيبي أن هذه الأهداف يفرضها الإسلام على الانسان وأن هناك هدف اخر وهو معرفة الله سبحانه وتعالى حق المعرفة فكلما ازداد الإنسان معرفة ازداد حبا وقربا بالله تعالى لذلك نجد معظم العلماء الحقيقيون هم متدينون ومؤمنون الله وعلى سبيل المثال العلماء الروس الذي دخلوا الإسلام بعد تعمقهم في العلوم والتكنولوجيا
وشدد سعاته على أهمية القراءة موضحا أن اول أية نزلت في القرءان الكريم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هي بمثابة دعوة للقراءة مضيفا أنه لا علم بدون قراءة وكتابة ومتابعة ومذاكرة هذه نواميس العلوم وأدواتها وأن العلم يوسع الذهن وينور العقل .
وأستشهد سعادته بالعديد من العلماء المسلمين الذين ساهموا بإسهاماتهم المتنوعة في مختلف مجالات العلم وعلى فترات متعاقبة من الزمان كل على حسب اهتمامه سواء كانت علمية تطبيقية أو شرعية أو لغوية أو فلسفة أو اجتماعية ، مثل أبن سينا وكتابه القانون في الطب الذي اضحى مرجعا أساسيا في الطب لفترات متعاقبة كم أن ابن خلدون هو اول من تكلم عن علم العمران ويعتبر بذلك مؤسس علم الاجتماع الحديث
مستعرضا سعادة العديد من رواد المنهج العلمي مثل ابن الهيثم والخوارزمي والادريسي الذين خدموا الإنسانية من خلال علمهم ونظرياتهم المفيدة .
وكان مدير الجامعة البروفيسر الدكتور المهندس جوني هيرمانا قد القى كلمة شكر فيها الحكومة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للجهود الكبيرة التي تقوم بها تجاه العلم والعلماء في العالمين العربي والإسلامي وكذلك الدعم المادي والمعنوي السخي الذي يجده طلبة العلم من الحكومة السعودية ، كما قدم شكره لسفير خادم الحرمين الشريفين في اندونيسيا الأستاذ أسامة بن محمد الشعيبي لحضوره وإلقاءه هذه المحاضرة القيمة التي كان لها الأثر الطيب على جميع الحاضرين وخاصة الطلبة الدارسين وذلك لأهميتها في ترسيخ المبادئ الإسلامية الصحيحة .
حضر المحاضرة مدير الجامعة البروفيسر الدكتور المهندس جوني هيرمانا ونائب مدير الجامعة الدكتور هيروسيتياوان وعمداء الكليات والأساتذة ورؤساء الأقسام وطلاب الجامعة وطلاب الدراسات العليا.
التعليقات
اترك تعليقاً