” اللهم إنني مسامح كل مَن أساء إليّ أو تعرّض لي برجاء الجزاء منك والإحسان لكل مسلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم “. بهذه الكلمات ختم وكيل إمارة منطقة عسير سليمان الجريش؛ رسالته قبل وفاته؛ حيث عثر عليها في مكتبه، صباح اليوم الأربعاء.

وحملت الرسالة كلمات معبّرة ومؤثرة تظهر مدى تنبؤه الراحل بقرب أجله من هذه الدنيا؛ حيث أخذ يدعو الله – عزّ وجلّ بالرحمة والمغفرة، وبقبول توبته.

وجاء في سياق رسالة ” الجريش ” أنه ؛ سامح كل مَن أساء إليه أو تعرّض ليه برجاء الجزاء من الله والإحسان لكل مسلم, وقال: ” كل إجازة تحمل في طياتها من الأحداث ما لم نتعظ به وكل إجازة تحمل من البشائر ما يستوجب الحمد والشكر، وكل إجازة تحمل من الأخبار بفقد عزيز أو حادث مؤلم ما يزيد الفواجع، فلك الحمد على كل حال “.

وتابع: ” اللهم أنك تعلم مدى الجهد الذي نبذله في خدمة مصالح الناس وقضاء حوائجهم، اللهم أنك تعلم أنني أدرك أن هذه المسؤولية عظيمة، وأنني أشد حرصاً على العمل بما يبرّئ الذمة وبما يغنيني بك عن غيرك، وبما يبعدني عن ظلم أي شخص أو الإضرار به، فاللهم ارحم ضعفي وأحسن تدبيري في كل الأمور وأحسن خاتمتي.. أنت حسبي ونعم الوكيل ورجائي فيك وفي عدلك ورحمتك يعادل خوفي منك ومن عقابك ومحاسبتك، فارحم حالي وأحسن وفادتي إليك.. كلي أملٌ ورجاءٌ بعفوك وتفضلك بقبول توبتي، فالاشتياق إلى لقائك لا يغيب عن بالي، فأنت نعم المولى ونعم النصير “.

وكان الجريش قد تُوفي في الحادث الأليم الذي أدّى مساء الأحد الماضي، إلى وفاة نائب أمير منطقة عسير الأمير منصور بن مقرن؛ إثر تحطم المروحية التي كانت تقله “بعد زيارة تفقدية لمحافظة البرك جنوب غربي السعودية” في تهامة عسير على شاطئ البحر الأحمر؛ حيث تُوفي أيضًا عددٌ من المسؤولين إضافة إلى وكيل إمارة عسير سليمان بن محمد بن سليمان الجريش، الذي كان قد عُيِّن في منصبه هذا في 24 نوفمبر 2014.