قال طبيب نسا وتوليد ، أن الحمل خارج الرحم، حالة ممكن أن تحدث، وهي في بعض الأحيان تُعتبَر خطيرة بالنسبة إلى الأم والجنين على حد سواء، وتستوجب إنهاء الحمل بأسرع ما يمكن. فما هي أسبابها وكيف يتم تشخيصها وعلاجها؟
في الحالة الطبيعية، يتم تلقيح البويضة بالحيوان المنوي في قناة فالوب، وتنتقل بعدها البيضة الملقحة لتنغرس في جدار الرحم، وهناك تبدأ المشيمة والجنين بالتكوّن. أما في حالة الحمل خارج الرحم، تُزرع البويضة في مكان آخر غير جدار الرحم، مثل قناة فالوب أو المبيض أو عنق الرحم.
وبما أن هذا الحمل ليس في مكانه الطبيعي فهو لا يمكن أن يستمر بشكل طبيعي، أي لا يمكن للجنين أن ينمو ويتكوّن مثلما يجب، وهو في الوقت عينه يشكل خطراً كبيراً على حياة الأم لأنه من الممكن أن يسبب انفجاراً في الأنبوب ونزيفاً حاداً ممكن أن يكون مميتاً.
يتم اكتشاف الحمل خارج الرحم عادة بعد أسبوعين أو ثلاثة من غياب الطمث، ويتم تشخيصه من خلال الأعراض التي تصيب المرأة وهي الألم الشديد في أحد جانبيّ حوضها، ومن ثم ينتقل إلى بطنها ويرافقه نزف مهبلي.
يرتكز تشخيص الحمل خارج الرحم على فحص الطبيب لقياس الحوض للتأكد من أنه طبيعي، كما يتم فحص معدَّل هرمونات الحمل وإعادة الفحص بعد يومين، فإذا تضاعف مستوى هذه الهرمونات خلال يومين يكون الحمل طبيعياً، أما إذا كان مستوى الهرمون أقل من المطلوب فإن ذلك يشير إلى خلل في الحمل.
أسباب الحمل خارج الرحم:
– الإضطرابات أو الإلتهابات أو العدوى الجرثومية التي يمكن أن تصيب قناة فالوب فتمنع البويضة الملقحة من المرور عبرها والوصول إلى الرحم، فتنغرس البويضة في داخل القناة.
– التدخين، إضافة إلى خضوع المرأة إلى أي عملية جراحية في الحوض أو البطن أو قناتي فالوب.
– إذا كانت المرأة فوق سن الأربعين أو إذا كانت قد حملت بواسطة التلقيح الإصطناعي أو طفل الأنابيب، عليها إجراء الفحوصات والصور بشكل مبكر لتطمئن أن الحمل هو في موضعه الصحيح والطبيعي.
– ومن ناحية أخرى، إن حصول الحمل بالرغم من وجود اللولب ممكن أن يجعل الحمل خارج الرحم لأن اللولب يمنع البويضة من الوصول إلى الرحم.
في حال لم يتم تشخيص الحمل خارج الرحم في وقت مبكر، من الممكن أن تتمدد قناة فالوب مع نمو الجنين وتنقطع مما يسبب نزيفاً شديداً، ويتطلب إجراء عملية جراحية لاستئصال القناة المتضررة.
أما إذا تم اكتشاف الحمل خارج الرحم في أوله فيمكن للطبيب أن يقوم بعملية صغيرة بواسطة المنظار لإنهائه، ومن الممكن أن يتم الإحتفاظ بقناة فالوب ما لم تكن متضررة أو تالفة.
كما وفي بعض المراكز الطبية يتم إنهاء الحمل بواسطة الـ Methotrexate وهو دواء يُعطى للمرأة ومهمته إنهاء الحمل ونزوله بطريقة شبيهة بالحيض.
إذا لم يتم استئصال قناة فالوب، أو إذا كانت القناة الأخرى تعمل بشكل جيّد، لا يؤثر الحمل خارج الرحم على خصوبة المرأة. ولكن إذا خضعت المرأة لعملية جراحية لإنهاء الحمل، يجب أن تنتظر ستة أشهر قبل المحالة التالية، ولكن إذا تم ذلك بواسطة الجراحة عبر المنظار أو بواسطة الـ Methotrexate فتكون فترة الإنتظار بعد محاولة الحمل من جديد ثلاثة أشهر.
التعليقات
الله يتمم لكل حامل ويحفظها
اترك تعليقاً