أثبتت الأبحاث والدراسات، أنّ أكثر من 80% من المتأخرين دراسياً، تتراوح درجة ذكائهم بين المرتفعة وفوق المتوسطة، كما أكدت الدراسات على نقطة مهمة وهي أنّ 91% من هذه النسبة وجد أنهم “موهوبون” لكن لم تستغل موهبتهم على الوجه الأمثل مما أثر على شخصيتهم ومن ثم تحصيلهم الدراسي.
التأخر الدراسي.. أسبابه وعلاجه
وقال الدكتور أنتونيو لي جونز، استشاري الأمراض النفسية والعصبية بجامعة “مدريد” العلمية: “إنّ التلميذ في مقعد الدراسة لا سيما في مراحل التعليم الأساسي يكون عقله منفتحاً أكثر من أقرانه في مراحل المراهقة التعليم الثانوي والجامعي”، ويكون خياله أوسع وإدراكه أكثر اضطراباً، وذلك يعود لأن العقل مازال فارغاً بنسبة كبيرة”. وأوضح جونز أن “التلميذ في هذه المرحلة يتم السيطرة عليه، باستثناء نسبة قدّرتها الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال “AAP” في أخر تقرير لها بحوالي ما بين 12 الى 14%، هم التلاميذ الذين يعانون من تأخر دراسي من الدرجة “A” وهي الدرجة المرتبطة بالموهبة، أما باقي الدرجات فمرتبطة بمشاكل نفسية وبيئية أخرى، هؤلاء الموهوبين أو الدرجة “A”، هم النسبة الغالبة من إجمالي التلاميذ المتأخرين دراسياً، حيث تبلغ نسبتهم 80 % تقريباً، ويتسمون بالتمرد وغالباً ما يكونوا مشاغبين في قاعة الدرس، لأنهم في الواقع موهوبون وعقلهم يعمل بشكل أكبر عن أقرانهم”.
ابحثي عن الموهبة
ًلذلك فإن التعامل الأمثل مع الطفل السليم عقلياَ ونفسياَ، لكنه متأخر دراسياً، هو الكشف عن موهبته، وهذا يتم عن طريق مراقبته من جانب الوالدين، إلى أن يتوصلا إلى الشيء الذي يستهويه، ثم توجيهه لممارسته، فمثلا إذا كان يهوى الرسم، يتم إلحاقه بمدرسة لتعليم الرسم، ومده بكافة الأغراض اللازمة لدعم موهبته، وتخصيص وقت كاف خلال اليوم لممارسة الهواية، وتشجيعه، هذا سيفرغ شحنة التمرد في عقله، وسيوجه خياله للاتجاه الصحيح، كما أنه سيحفز مداركه ويحجم عملية التشويش عليها، مما سيجعله يركز في العملية التعليمية بشكل طبيعي، وسيكون مع الوقت متفوقاً “في الدارسة والموهبة” بسبب انتظام الوظائف العقلية وتنميتها، كما سينعكس ذلك على حياته بشكل عام، وسيهدأ تمرده وعصبيته وميله للمشاغبة.
التعليقات
اترك تعليقاً