كشف رئيس التحالف الدولي للقانون وعلوم الطب الشرعي، ورئيس جمعية الطب الجنائي بالمملكة السابق، الدكتور أسامة المدني، عن أن وزارة الصحة لم تتح الفرصة للاستفادة من الطب الشرعي في حل قضايا الاخطاء الطبية الا في حدود ضيقة، مرجعا ذلك للقوانين التي وضعتها وزارة الصحة، الا انه عاد وأكد بأن دور محوري سيكون لهم في المستقبل القريب.
وتحدث، الدكتور أسامة المدني، الذي حل ضيفا على ديوانية الاطباء الــ 45 وتحدث عن ” تاريخ الطب الشرعي في المملكة ” ، في منزل مؤسس الديوانية عبدالعزيز التركي بالخبر مساء امس الاول (الثلاثاء)، حيث أكد، أن المملكة بدأت بالاكتفاء 100% من الأطباء الشرعيين السعوديين منذ العام الماضي، حيث وصل عددهم 100 طبيب وطبيبة موزعين على مناطق المملكة جغرافيا في 22 مركز، مبيناً أن كل القضايا الجنائية تُشرح إلا ما أمر القاضي بعدم تشريحها لتنازل أهلها عن حقوقهم، فما يأمر القاضي بتشريح الجثة حتى وان رفض اهل المتوفي ذلك، وقال: ” التشريح هو الذي يعطي القرار الصائب في الطب الشرعي، لأننا نحن شهداء العدل، نكتب ما نرى ونحلل بناء على المعطيات العلمية الموجودة، فنساعد القضاء في اتخاذ القرار ” .
وأضاف: ” نحن وصلنا إلى أكثر من 2.300 حالة تشرح في العام، وعلى المستوى العالمي الرقم ليس كبيراً، لأنه يمثل كل حالات المملكة ولا تحكم على المواطنين فقط، بل يغطي المواطنين والمقيمين والحجاج والزوار، والعمالة الكبيرة الذي لدينا، وهذا يزيد من الحمل على الطب الشرعي، وسيصدر بعد شهرين الاحصائية الجديدة لعدد حالات التشريح من وزارة الصحة ” .
ولفت ان تحليل الــ DNA مهم ودقيق بنسبة 99% في قضايا الطب الشرعي وحل كثير من القضايا العالقة في الاعتداءات الجنسية التي اعتبرها الدكتور المدني، ليست ظاهرة في المملكة كما يحاول البعض تصويرها، متأسفا بأن هناك إدعاءات كاذبة وتأخذ وقت طويل للتحقق منها مما يهدر الوقت والجهد، في الوقت الذي تعكف وزارة الصحة حاليا تقديم دورات لطبيبات النساء والولادة في الطب الشرعي، لاسيما وانه تواجههم مشاكل في التحاليل بعد 72 ساعة من الوفاة.
واستطرد بالقول: ” الطب الشرعي ينفرد عن المجالات الطبية الأخرى بأن لديه جديداً كل يوم، ولكن ضمن الإطار العلمي، لكن التوسع في الإنترنت جعل هناك توسعاً في الجريمة نفسها، مثل جرائم السموم وغيرها، ولكن ليست بعيدة عن العلم ” .
ورأى أن التعامل مع الطب الشرعي تغيّر، وقال: ” قديماً كنا نواجه عقبات عدة في مجتمعنا بسبب ثقافة العيب، ولكن الآن الواقع تغير، خصوصاً أن هناك تطوراً حاصلاً في مجال الادعاء العام والقضاء والنيابة والشرطة، وهناك تعاون مشترك، وأصبح هناك فريق عمل موحد من كل الجهات لحلحلة القضايا ” .
وفي نهاية اللقاء كرم علي بن عبدالعزيز التركي الدكتور أسامة المدني، كما قدم له الفنان التشكيلي عبدالعظيم الضامن لوحة تشكيلية من مجموعة ” المحبة والسلام ” .
التعليقات
اترك تعليقاً