اقتربت وزارة الثقافة من إتمام أعمال ترميم واجهات أكثر من 20 مطعماً بمنطقة جدة التاريخية، وإعادة الصورة التراثية لها، لتكون جاهزةً لاستقبال السيّاح من داخل وخارج المملكة، وذلك في سياق جهود الوزارة الرامية إلى المحافظة على الإرث التاريخي للمنطقة.
وبدأت مرحلة ترميم الواجهات الخارجية للمطاعم التاريخية في “جدة التاريخية” أحد مواقع التراث العالمي المعتمدة لدى “اليونسكو”، منذ نحو العام بمشاركة عدد من المهندسين المتخصصين، وبعد إجراء دراساتٍ مسحية لقرابة الثلاثين مطعماً. ثم بدأ الفريق المسؤول برسمٍ تقريبي لحالة المكان قبل مئة عام تقريباً، لتنطلق بعدها عمليات الترميم باستخدام خاماتٍ صديقة للبيئة، واستناداً إلى أساليب البناء القديمة.
وتضمنت مرحلة الترميم إعادة تسمية هذه المطاعم التراثية وفق مخطوطاتٍ قديمة وتسجيلاتٍ صوتية ومتلفزة مع عددٍ من كبار السن، بالإضافة إلى إجراء لقاءات مع ملاك المطاعم والعاملين فيها الذين تجاوزت خدمتهم أكثر من 50 عام، وذلك بهدف المحافظة على الهوية التاريخية للمطاعم، والوصول إلى الصورة المثالية التي تعبر عن الإرث التاريخي للمنطقة، وتصنع جسراً حضارياً يربط ماضي الأجداد العريق بحاضر الأبناء.
ويأتي ترميم المطاعم ضمن جهود وزارة الثقافة لتطوير المنطقة التاريخية وسط جدة، والتي شرعت فيها منذ عام 2018م، عندما أنشأت إدارة مختصة تحت مسمى “برنامج تطوير جدة التاريخية”، وارتفعت وتيرة العمل في المنطقة بعدما وجه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، بترميم 56 مبنى من المباني الآيلة للسقوط في جدة التاريخية بدعمٍ مالي وصل إلى 50 مليون ريال كمرحلة أولى للمساهمة في إحياء التراث واستعادة المنطقة لإرثها التاريخي الممتد لمئات السنين.
وعملت وزارة الثقافة وفق خطة شاملة لحماية مَعالم التراث العمراني في جدة التاريخية، وصوّنها وتأمينها للأجيال القادمة، وذلك ضمن برنامج جودة الحياة “أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030″، وبرؤية طموحة تسعى إلى تحويل البلد التاريخية إلى منطقة حضارية عالمية مع المحافظة على إرثها التاريخي وتنوعها الثقافي، لتوفر للسيّاح والمواطنين تجربة ثقافية فريدة.
التعليقات
اترك تعليقاً