أكد أستاذ المناخ بجامعة القصيم سابقًا، الدكتور عبدالله المسند، أن هناك تشوها في الخرائط التي تم دراستها في المدارس.
وقال المسند: لطالما درسنا في المدارس، وشاهدنا في الأطالس خرائط العالم، والقارات، والدول، والجزر مرسومة على ورقة مسطحة، وهي محاولة لنقل الشكل الطبيعي الكروي ثلاثي الأبعاد للأرض إلى ورقة مسطحة ثنائية الأبعاد، عندها حدث التشوية والتضليل في الأحجام والمساحات.
وتابع: وذلك عندما قمنا بفرد المقوس ليكون مسطحاً، حتى جاءت النتائج في الخرائط مضللة، وإيهام المشاهد أن الواقع كذلك، فعُرضت دول في الخريطة أكبر من حجمها الحقيقي، خاصة في أقصى الشمال والجنوب من الكرة الأرضية.
واستكمل: كيف حدث هذا؟ دونك مثالاً يُوضح المسألة، عندك برتقالة، ارسم عليها خريطة العالم كما تشاهدها على الكرة الأرضية، ثم قشر البرتقالة، وحاول بسط وفرد قشرتها على سطح مسطح لتمثل القارات والدول، لن تستطيع.
وأضاف: ستضطر لملء الفراغات عند قطبي البرتقالة حتى يستقيم الرسم،ومن هنا يظهر التشوه في الصورة، خاصة المواقع في أقصى شمال وجنوب الكرة الأرضية، والسبب الهندسي في ذلك كما قلت عدم القدرة على إسقاط مجسم كروي ثلاثي الأبعاد على مسطح ثنائي الأبعاد كالورقة.
وضرب مثالا بجزيرة جرينلاند، قائلا: على الخريطة مساحتها تشابه مساحة أفريقيا أو أكبر منها، والواقع أن أفريقيا أكبر من جرينلاند بنحو 14 مرة، وفي الخريطة أيضاً تبدو ألاسكا بنفس حجم أستراليا، والواقع أن أستراليا أكبر بـ 4 أضعاف، وهذا ينسحب على خارطة روسيا، وأوروبا، و كندا، وكذلك الولايات المتحدة كلها منبعجة بسبب التشوه الذي أصاب فرد المكور، ليكون مسطحاً، أو جعل المشهد الثلاثي الأبعاد ثنائياً.
واستدرج قوله: كلما ابتعدنا عن خط الاستواء يزداد تشوه الخريطة تدريجياً، وليبلغ أقصاه عند القطبين، بمعنى تنبعج وتتمدد المساحات كلما ابتعدنا عن خط الاستواء، بعبارة أخرى كلما اقتربنا من خط الاستواء يقل التشوه حتى ينعدم.
وحول ما إذا كان موقع السعودية واقعَا في مجال التشوه، قال المسند: السعودية بعيدة عن مواضع التشوه الشمالية، ولأنها تبعد عن خط الاستواء نحو 1900كم فإن مساحتها شكلياً على الخريطة أكبر من الواقع بشيء لا يذكر.
واختتم قائلا: علماء الجغرافيا مضطرون لمثل الخرائط ثنائية البعد لسهولة التعامل معها في الملاحة والاتجاهات، ولا يمكن عمل خريطة مماثلة للأرض الكروية بشكل ثنائي الأبعاد وعلى ورقة مسطحة حيث التشوه سيكون ملازماً للعمل والمحاولات كثيرة جاءت عبر عدة مساقط هندسية كل مسقط له إيجابياته وسلبياته.
التعليقات
اترك تعليقاً