من الضروريات التي حث الشارع على حفظها وعدم تعريضها للهلاك حفظ النفس وحفظ المال وحفظ العقل ،الله عزوجل خلقنا ورزقنا وأمرنا بأكل الطيبات وحرم علينا الخبائث، وقد أكدت الشريعة المحافظة على الجسد والروح التي خلقها الله عز وجل لعبادته ، كما حثت على الابتعاد عن كل مايضر بها.
ولذلك قال الله عزوجل {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} وقال النبي صلى الله عليه وسلم (لاضرر ولاضرار) ومع تقدم القرون اكتشفت البشرية بعض الأشجار والنباتات التي تؤثر سلبًا على الجسد والحياة عند استخدامها الاستخدام السيئ، فمنها مايكون مخدرًا ومسكرًا ومنها مايذهب بالعقل.
ومن تلك النباتات نبتة التبغ، ومن الآفات الرائجة على مستوى العالم آفة التدخين بتلك النبتة التي أصبحت في متناول اليد ومتوارثة عبر الأجيال، فيبدأ الفرد التدخين في مرحلة مبكرة من العمر عند البلوغ ظنًا منه أنها الكمال وتعطيه القوة فيكبر على تلك السيجارة وتعتادها نفسه ويصحبها في كل وقت وحين وتكون أنيسه ومبتغاه وهو لايدري ماهو ضررها وخفاياها السوداء المميتة.
أثبتت دراسة لمنظمة الصحة العالمية عام 2008 بأن 100 مليون نسمة ماتوا في القرن العشرين بسبب التدخين وأنه سبب رئيس للأمراض السرطانية وهو من أخطر أنواع الإدمان، حيث يصل النيكوتين إلى مخ المدخن بمعدل ثلاثة أضعاف سرعة وصول الكحول حسب ماذكرته الدراسات.
كما أفادت المنظمة أن المدخن عرضة للوفاة أكثر من غيره بسبب تعاطيه التبغ، وجاء في موقع وزارة الصحة المصرية أن السيجارة الواحدة تحتوي على أكثر من4000 مادة كيميائية مضرة منها 43 مادة تسبب السرطان، هذا وقد ذكرت منظمة الصحة العالمية والهيئات الطبية أن التدخين هو أكبر خطر على صحة البشر و يعد ثاني أكبر سبب وفاة في العالم ،
وبعد هذه الحقائق فإن المرء يتعجب من جرأة الرجال والنساء في ممارسة التدخين، وكأن لسان حالهم وما نعلمه من حقائق عن أضراره أنه لم يضر من قبلهم! تجد شباباً في سن الزهور مقبل على الحياة يرفع تلك السيجارة ليل نهار ويحرق جسده وماله بدون مراعاة لنفسه والآخرين، ولم يعلموا أن التدخين هو بريد لما بعده من المخدرات والشيشة وغيرها من مدمرات الحياة، والبعض للأسف يستسهل تلك الشيشة من الرجال والنساء ولايدرون أن الواحدة منها تحتوى على كمية من النيكوتين، فالرأس الواحد من الشيشة غير المنكهة يعادل 70 سيجارة عادية بحسب موقع مجمع الأمل للصحة النفسية وأنها سبيل للإصابة بسرطانات الشفاة والفم والحلق والرئة والمريء والمعدة والمثانة، كما أنها مسببة لأمراض السل نتيجة انتقالها بين الأشخاص ،فإلى متى والإقبال على تلك الآفة ؟
ومن المناظر المسيئة أن ترى رجلاً في سيارته أو بيته يدخن أمام زوجته وأبنائه ولايبالي، فقد ابتلاه الله عز وجل فهو يضر نفسه كما أنه يضر غيره بتلك الأدخنة غير آبه بما يطولهم من الضرر الصحي.
حيث ذكرت بعض الدراسات العلمية أن 85% من دخان السجائر يتصاعد في الجو المحيط به ويتأثر من حوله وبلا شك فإن هذا الدخان المتصاعد يحمل السموم من النيكوتين والقطران والمواد السامة المسرطنة، وهذه الأضرار تلحق الزوجة والأبناء إذا تم التدخين أمامهم ويعزز هذا السلوك الخاطئ ويكون قدوة لهم، غير مستوعب الأضرار اللاحقة التي قد تصيبهم ، وعندما يستمر ذلك المدخن في التدخين حتى يصل إلى “البكت” والاثنين وتهجم عليه الأمراض؛ هنا يعود عقله فيندم ويتحسر حين لا ينفع الندم فقد ذهب ما كان يملكه من أعضاء وورثها قبل أن يموت .
ومن الطرائف أذكر لكم هذه القصة الجميلة لرجل كان يدخن ففي أحد الأيام دخلت عليه ابنته الصغيرة وهي تبكي وتقول يا بابا اتركه أنت عرضة للسرطانات والأمراض المميتة أخذنا ذلك في برامج التوعية في المدرسة فأقلع بعدها وترك التدخين ـ والحمد الله ـ ، فهذه من الأمور الحسنة التي تقدمها إدارة التعليم كنصائح لطلابها فلهم مني أجزل الشكر، فالواجب أن نكون جميعاً دعاة خير لغرس القيم والمبادئ الحسنة التي تصنع من أبنائنا جيلاً لديه مناعة ضد كل ما يضر بهم ويدمر حياتهم.
فيا أيها المدخن: المجتمع بحاجتك فحافظ على صحتك. ونذكر أخواتنا المدخنات: إن أبناءكن بحاجة إليكن فحافظن على صحتكن واحذرن تلك الشيشة الإلكترونية فهي مدمرة للجسد قد يكون فيها نكهة ذو رائحة جميلة لكنها تنهش من الجسد كما تنهش الضباع من فريستها إذا تمكنت منها وتسرع بذبوله وذوبانه والمضاعفات المرضية المسرطنة.
وأخيراً نتقدم بجزيل الشكر للقطاعات المحذرة من آفة التدخين كوزارة الصحة والقطاعات غير الربحية كجمعية نقاء وكفى وغيرهم من الذين يبذلون الجهد في التوعية ضد هذه الآفة المميتة التي ضررها يطول الصحة والاقتصاد، فنسأل الله أن يحفظ شعبنا من كل ما يضر بنا .
التعليقات
اترك تعليقاً