الاستقلال الذاتي فكرياً هو الحق بصنع قرارك الشخصي ، باستقلال عقلي دون تدخل من الآخرين.

الاستقلال الذاتي اجتماعياً تعني قدرتك على حكم نفسك داخل إطار المجتمع ، كمهارة حيوية.

الاستقلال الذاتي ماديّاً أن توفّر لنفسك دخل شخصي وعدم الاعتماد على الغيرة ماديّاً.

الاستقلالية اسلوب حياة ومنهج متكامل يسير عليه الفرد ؛ إذا ما قرر الاعتماد على نفسه ، ويمكن للفرد أن يحققه إذا أمتلك مهارات القيادة وقوة الشخصية مع إرادة وعزيمة ، قليل من الثقة والكثير من الصبر ، مع تصحيح المسارات الخاطئة في حياته وإقصاء الرهبة والخوف من نقطة الفشل ، بالإضافة للنضج والوعي الثقافي السليم.

لا استقلالية مع اتكالي أو متخاذل أو إمّعة وصاحب تبعيّة لا استقلالية مع متخوّف من أراء الناس فيه ، وبنهج حياته لا استقلالية مع متهور ، ضيق الفكر غير ناضج.

التعايش مع المجتمع شيء جميل ، فبهم تحلو الحياة ، ولكن عدم الانغماس ؛ لدرجة ذوبان الشخص بمن حوله ونسيان كيانه الشخصي.

الاستقلالية مفهوم بسيط جداً ، إن أنت اعتمدت على ذاتك بكل أمورك ؛ فأنت مستقل.

العلاقة بين الزوجين ، والأسرة و الأبناء ، والرفقة والأصدقاء الاصفياء فيما بينهم ، خطأ كبير ذوبانهم مع بعضهم أو الاتكالية أو التبعيّة فيما بينهم .

عليهم الرجوع لقوله تعالى في سورة الشورى:

(وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) ،آية (38).

الزوج لا يُلغي رأي زوجته في أمورهما ، والزوجة لا تتبع زوجها بكل شيء ، الأبناء يأخذون التوجيه من والديهم في خطوط المستقبل وترك حرية الاختيار لهم وتحديد مصيرهم ، والأصدقاء رغم الودّ الذي يغلّفهم يجب أن يكون هناك حدود واحترام لخصوصية بعضهم البعض.

عملك قم به بشكل كامل ولا تركن لغيرك به ، متطلباتك الشخصية الفردية من تسوق وغيرها تكفل بها أنت كشخص مستقل ، اصلح ما يمكنك اصلاحه بالمنزل ولا داعي للعمالة من سباك ونجار وكهربائي ودهّان ، وخاصة في الأمور البسيطة..
لا تسمح لأحدٍ أن يُشكل شخصيتك أو يُملي عليك أفكارك ويحدد لك اتجاهك ، كُن مستقل بذاتك ، ولك كيانك الخاص ، تعايش مع من حولك ولا تعطيهم سبيلاً لالغاء مبادئك.

وفي ذلك يقولُ رسولنا العظيم محمَّد – عليْه الصَّلاة والسَّلام :

(لا يكُنْ أحدُكُم إمَّعة ، يقول: إن أحسن الناس أحسنتُ ، وإن أساؤوا أسأت ، ولكن وطِّنُوا أنفُسَكم ، إن أحسن النَّاس أن تُحسنوا ، وإن أساؤوا أن تُحسنوا) رواه البخاري.

يهدف الإسلام لوجود إنسان كامل من جميع الأبعاد ، وفي كل الاتِّجاهات ، ويحرص على تكوين الشخصيّة ، وتنميّة الذَّات المستقلَّة ، والإسلام يُدرك من البداية أنّه لا فائدة من الإنسان المتحلّل ، الذي يكون تبعاً لغيره ، وذيلاً لسواه.

كانت صراحة في الدين فما بالك بشخصيتك وكيانك ، قال تعالى (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ) سورة الكافرون الآية(6)
كُن أنت ، لا غيرك.