دائماً نري الناجح اللامع في الحياة إنسان مميز ، وكأنه أمتلك كما يقولون خاتم سليمان يحركهُ كيفما يشاء ؛ ليصل لمبتغاه وينجح ويرتقي ويعلو عن بقية الناس ، ويصبح نجم ساطع بالسماء يُشار إليه بالبنان..

ولكن للأسف ؛ نحن لا نري الجانب المظلم منه ..
.
عندما تنظر إلى شخص ناجح ، لا تأخذك الغبطة تجاهه ؛ فأنت لا تعلم الجوانب الأخرى التي فشل بها ، فمن كان ناجح بشيء ومميز به ، اعلم أنه فشل بأشياء كثيرة غير واضحة المعالم لك وستجدهُ شخص مليء بالهزائم الأخرى..
.
وكذلك لا تنظر للناجح بعين الحسد ، فأنت لا تعلم ماذا ترك خلفهُ من حُطام وخسائر مادية ومعنوية وحتى نفسية ليصل لمرحلة النجاح هذه..

أيضاً أيها الغبي دع الناجح يستمتع بنجاحهِ ويحتفل ويفرح بنفسهِ وبإنجازهِ ، ولا تذكرهُ بالقادم ، ولا تسألهُ عن كيفية الاستمرار بهذا النجاح ، ولا شأن لك بسؤالهِ ، هل سيحقق نجاحات أخري أم لا..؟!
.
وأترك الناجح وأبتعد عنه أيها الحاقد ؛ فلا تهزهُ وتُشككهُ بنجاحهُ ؛ وكأن نجاحهُ كان ضربة حظ وجاءت معه بالصدفة ، دع عنك السخرية والاستفزاز والاستهزاء به..
.
المنافسة الشريفة على النجاح حق مشروع للجميع ، ولكن أيها الأناني أترك الناجح في نجاحهُ ، وأبني لك سلماً آخر لتصعد عليه وترتقي وتصنع نجاح خاص بك ؛ ولا تبني نجاحك على أكتاف غيرك أو بمعنى أصح على حساب ومجهود غيرك..
.
أيها المتلصص دعك من المنافسة الغير شريفة والسير خلف الناجح لهدم نجاحه ، بطرقك الملتوية والبحث والتجسس ، والنبش خلفهُ ، من باب تدميرهُ والوقوف على أنقاضهُ والتلويح للغير بأنك نجحت ، سُحقاً هكذا نجاح..
.
يقول الشاعر المملوكي صلاح الدين الصفدي:

إنْ اَرَدْتَ نجاحاً أو بلوغَ مُنى
فاكتمْ أمورَكَ عن حافٍ ومنتعلِ..
وجانبٍ الحِرْصَ والأطماعَ تحظَ بما
ترجو من العزِّ والتأييدِ في عجلِ..