اللغة العربية لغة القرآن الكريم ، ولسان الوحي المنزل على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهي لغة الفطرة الإنسانية التي يعبر بها الإنسان عن ما يريد، وهي سيدة اللغات، ولغة العلم والمعرفة، ولغة الدين والهوية، والتاريخ والأصالة، ولغة التقدم والحضارة والمدنية، ولغة الكمال والجمال، ولغة العطاء والنماء، وهي نهر من المعاني والبلاغة والبيان والأفكار المتجددة.

وهي أعرق اللغات التي لم تتأثر ولم تتغير ثابتة ومحفوظة بحفظ الله تعالى لها، بل حفظت تراث غيرها من الضياع والتبدل، وهي جسر يربط بين الماضي والحاضر، وهي إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم، ويتكلمها يومياً أكثر من 400 مليون نسمة من سكان الكرة الأرضية.

ويكفي العربية شرفاً وفخراً أنّ القرآن الكريم نزل بها.

قال علي رضي الله عنه: “تعلموا العربية وعلموها الناس”.

وقال الثعالبي رحمه الله: “ومَن أحبّ النبي ﷺ أحبّ العرب، ومَن أحبّ العرب أحبّ اللغةَ العربية التي نزلَ بها أفضلُ الكتب على أفضل العجم والعرب، ومَن أحبّ العربية عُنِي بها، وثابر عليها، وصرف همّته إليها، والعرب خير الأمم، والعربية خير اللغات والألسنة، والإقبال على تَفهّمِها مِن الديانة؛ إذ هي أداة العِلْم، ومفتاح التفقّه في الدين”. فقه اللغة وسرّ العربية.

وتتفوق اللغة العربية الفصحى على اللغات الأخرى كالإنجليزية والفرنسية والروسية في عدد الكلمات والحروف والضمائر وأمور أخرى فهي أم اللغات وسيدتها لغة القرآن ولغة الأذان ولغة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ولغة الصحابة والتابعين ومن بعدهم رضي الله عنهم، وهي لغة الأمة.

ولها خصائص ومميزات جمالية كثيرة تفوقت بها على سائر اللغات، وتتجلى عظمة اللغة العربية في قدرتها على التعبير عن أدق المعاني، وفي كل حرف من حروفها وفي كل كلمة وجملة فيها يوجد إعجاز علمي عظيم، وهي مرنة وثرية.

قال الشاعر:

‏” كُلُّ اللغاتِ وأحرُفُ الإنسانِ
ليست كمثلِ فَصاحتي وبَياني
لاتستوي ، فالله فَضَّلَ بَعضَنا
في النُطقِ والتَكوينِ والبُنيانِ
يكفيها فخرًا أنَّ ربي أختارها
لتكونَ حرفَ الوحي والقرآنِ”.

وفي دراسة طبية حديثة (سنة 2023م) نُشرت مؤخرًا في مجلة NeuroImage وموقع معهد ماكس بلانك تقارن بين تأثير اللغتين العربية والألمانية على الدماغ البشري.

وكانت نتائج الدراسة:

أن اللغة العربية أكثر تنظيمًا، وقواعدها أقل وأسهل، واللغة العربية أكثر تعقيدًا من حيث الدلالات والمعاني والبلاغة، واللغة العربية أكثر خيالًا، وأكثر حيوية وغنًى؛ ولذلك تستعمل جزأي الدماغ، واللغة العربية أكثر عاطفة، وأغزر إحساسًا.

قال الشاعر عيادة بن خليل:

“حسب الجمال بأن ترى كلماتها
منقوشة في صفحة القرآنِ
عند الأذانِ يفوحُ مسكُ حروفها
ومع الصلاةِ يفوحُ مسكٌ ثانِ
بوحي وكل مشاعري من بحرها
عزفي ونزفي واعتدال لساني”.

فتعلّموا العربية وعلّموها للأجيال القادمة فهي عروس اللغات، ولغة الخلود والبقاء، وهي رمز للفخر والانتماء، وإرث بياني عظيم، ومرآةُ حضارتنا، وعنوانُ مستقبلنا، ويكفينا فخرًا واعتزازًا بأنها لغة القرآن الكريم.