سقوط الأقنعة.. وانكشاف حسابات التحريض
شهدت منصّة X (تويتر سابقا) لحظة فارقة، حين كشفت المنصة عن إضافة جديدة تظهر موقع الحساب، معها سقطت أقنعة حسابات ما يسمى بالذباب الإلكتروني التي لطالما ادّعت أنها "من الوطن ومن أجله" بينما كانت تبث سمومها من الخارج، تارة بتشويه إنجازات الوطن ومنجزاته، وتارة بالتحريض والتقليل من قيادته وشعبه.
تلك الحسابات، التي روّجت لنفسها سنوات بصوت النصح والتوجيه تارة وتحت غطاء الوطنية تارة أخرى، ظهر أنها مجرد أدوات تعمل من بيئات معادية أو غرف مظلمة خارج حدود الوطن.
وبمجرد انكشاف الحقيقة، تحوّل الفضاء السعودي في منصة X إلى ورشة وعي جماعي، أطلق المستخدمون معها عدداً من الهاشتاقات والثريد منها وسم #فضيحه_حسابات_الذباب_الالكتروني الذي سرعان ما تصدّر التفاعل، وأصبح منصة عامة لتوثيق حقيقة تلك الحسابات وكشف مواقعها الحقيقية، وما كانت تبث من محتوىً معادٍ وخائن وحاقد.
لم يكن الأمر شماتة بقدر ما كان انتصارًا للوعي؛ فقد أدرك السعوديون حجم الأكاذيب التي صيغت على مدى سنوات لاستهداف وحدتهم وزعزعة ثقتهم بقيادتهم ومنجزاتهم.
ومع انكشاف الحقيقة، بدأ الهروب الجماعي لحسابات التحريض والتشويه حسابات تُغلق فجأة دون تفسير، وأخرى تغيّر أسماءها وتمسح تاريخها، وأصبح البعض يبرر وجوده في الخارج بمحاولات مكشوفة لاتسمن ولا تغني من جوع.
هذه الردود لم تُظهر إلا مدى خوف أصحابها من انكشاف مصدر خطابهم، خصوصًا بعدما أصبح الرأي العام السعودي أكثر وعيًا وقدرة على تمييز الأصوات الحقيقية من الأصوات المأجورة.
اللافت أن هذا الحدث لم يُضعف النقاش العام، بل قوّاه؛ فعندما تتعرّى الحسابات المجهولة، تتقدم الأصوات الوطنية الحقيقية، وتصبح مساحة الحوار أصدق وأكثر صحة.
انكشاف "المفضوحين" أمام أنفسهم قبل الآخرين، لم يكن مجرد خبر عابر، بل محطة تاريخية في معركة الوعي داخل الفضاء السعودي، لقد أظهر السعوديون، عبر التفاعل مع هذا الانكشاف قدرة عالية على فرز الخطاب، وكشف التزييف، والوقوف صفًا واحدًا أمام كل محاولة للنيل من هويتهم وقيادتهم وإنجازاتهم.
في زمن تتسارع فيه الأكاذيب، يبقى وعي الشعوب هو خط الدفاع الأول، وقد أثبت السعوديون مرة أخرى أن هذا الخط ثابت لا يتزحزح.
