Slaati
غازي عماش

الوقاية من العنف ضد الأطفال

منذ 22 يوم01520

مشاركة

عندما سافرت لبعض الدول وخاصة الدول التي تعاني من مشاكل اقتصادية وتنموية رأيت مشاهد واقعية تتمثل في الأساليب الغير مباشرة نحو العنف الذي يمارس ضد الأطفال ولعله يشكل عمل الأطفال الشاق هم ما تمت مشاهدته، وهنا قد يشاطرني الرأي الكثير من المهتمين في شؤون الطفولة في هذا الأمر ، وربما صدموا أيما صدمة من القضايا التي أثارت نفوسهم حزناً وألماً وهي اتجاه بعض  المجتمعات إلى العنف،  ولهذا يتساءل المجتمع لماذا هذا  العنف، أهو ناتج عن المشاكل الأسرية أو غياب التوعية المجتمعية أو التلذذ بتعذيب الأطفال لأسباب نفسية أو اجتماعية؟!

ولذلك ما حصل للأطفال في بعض المجتمعات يجعلنا نعيد النظر في الكثير من أساليب التربية المستخدمة وأثرها على الأطفال في المستقبل، و كذلك دور الإعلام في مواجهة هذا العنف و دور مؤسسات التربية والتعليم في تبصير الأطفال للوقاية من هذا العنف.

أن الكثير من التغيرات التي بدأت تحصل في العالم إنما هي تغيرات ناتجة عن حتمية التغير الاجتماعي وهذا تطرقت عنه في مقال سابق تحت عنوان " التغير الاجتماعي بين الواقع والاحتمال"والذي يشير إلى أن ذلك  نتيجة الكثير من العوامل التي هي بطبيعة الحال خارجة عن إرادة المجتمع ولعل من أهمها في هذا الجانب هو  توفر قنوات التواصل الاجتماعي والتي تنقل كل ما يدور في أنحاء العالم إلى داخل الأسرة وفي أغلب الأحيان تكون بعيدة عن الرقابة الأسرية الفعالة والذي ربما يُستغل من قبل الأطفال أنفسهم لممارسة العنف ضد الأطفال ،أن كل ما تحتاجه الكثير من المجتمعات اليوم هو أن يكون هناك تأهيل من جميع الجوانب من خلال التوعية الغير مباشرة المعتمدة على البرامج الإعلامية المكثفة لكي نضمن مستقبل للأطفال بعيد كل البعد عن العنف بكل مستوياته وأنواعه. 

ليس ثمة خلاف أن يتفق المجتمع بأسره وبصوت واحد مع اختلاف أساليب تعبيرهم على أن ما حصل من أشكال العنف إنما هو ناتج عن تخلف مجتمعي في التربية، وفي طريقة التعامل مع الأطفال التي لا تحقق التربية السليمة، ولذلك يضيف بعض الباحثين إلى أن العوامل النفسية والاقتصادية المحيطة في الوالدين تشكل عنصراً مهماً في صياغة تربية الطفل، وكذلك غياب الرقابة الأسرية والضبط الاجتماعي ومع هذا تؤكد الدراسات المختصة بالأسرة والطفولة أن الأسرة لها مهام ملزمة بها ومن أهمها:

- الوظيفة النفسية: وهي تحقيق أعلى مستوى من الجو النفسي الملائم للطفل من الأمن وتحقيق الذات والبعد عن الانفعال والعصبية وحماية حقه في التعبير عن كيانه. 

- وظيفة الضبط الاجتماعي: وتندرج في مساهمة الأسرة مع مؤسسات الضبط الأخرى في ضبط سلوك الطفل من خلال مبدأ الثواب والعقاب البعيد عن العنف بكل أشكاله.

- الوظيفة الاقتصادية:وهي تتمثل في  توفير الأسرة للأشياء المعيشية اليومية ولابد أن يكون بشكل فيه إشباع كامل للطفل.

ولذلك يرى الكثير من الباحثين أن المجتمع يتحمل المسؤولية كاملة في حماية الأطفال من العنف لأن أي مجتمع مدني يقع على مؤسساته المسؤولية الاجتماعية والقانونية في حماية حقوق الطفولة من خلال عدة برامج اجتماعية وقانونية ومن أهمها التوسع بأنشاء مؤسسات المجتمع المدني التي تعني بتكثيف رعاية الطفولة مساندة في ذلك جهود المؤسسات والهيئات الحكومية المعنية بشؤون الطفولة و التي تؤدي أدواراً كبيرة في هذا الشأن.

التعليقات ()

مشاركة

أخر الأخبار

الفزي: خبرة الهلال آسيويًا أسهمت في الفوز على الشارقة ..فيديو
الفزي: خبرة الهلال آسيويًا أسهمت في الفوز على الشارقة ..فيديو
الرياض
منذ 36 دقيقة
0
1487
الزلال: رقم تاريخي جديد للهلال والفريق يحصد النتائج رغم الغيابات .. فيديو
الزلال: رقم تاريخي جديد للهلال والفريق يحصد النتائج رغم الغيابات .. فيديو
الرياض
منذ 36 دقيقة
0
77984
وفاة مؤذن المسجد النبوي فيصل بن عبدالملك النعمان
وفاة مؤذن المسجد النبوي فيصل بن عبدالملك النعمان
المدينة المنورة
منذ 38 دقيقة
0
77991
إيبانيز:فوزنا بنخبة آسيا الموسم الماضي يضعنا تحت ضغط كبير
إيبانيز:فوزنا بنخبة آسيا الموسم الماضي يضعنا تحت ضغط كبير
الرياض
منذ 41 دقيقة
0
1523
5 طرق يساعد بها الزنجبيل في تخفيف نوبات الصداع النصفي
5 طرق يساعد بها الزنجبيل في تخفيف نوبات الصداع النصفي
الرياض
منذ 43 دقيقة
0
1537
إعلان
مساحة إعلانية