شكراً للوزارة على تقدير كبار السن
شكرا من القلب لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية على مبادرة إصدار بطاقة امتياز للمواطنين من كبار السن لمن بلغ الستين عاماً فأكثر بشرط خلوه من الأمراض المعدية أو العقلية للحفاظ على سلامة الآخرين، وتحتوي هذه البطاقة على أربع بيانات رئيسية هي اسم المستفيد وصورته ورقم الهوية وتاريخ الميلاد، ومن مميزات البطاقة أنها توفر لحاملها أولوية في الخدمات الحكومية والخاصة ومقاعد أولى في المواصلات العامة وتسهيلات كمواقف خاصة وبيئة ملائمة لاحتياجاتهم وخصومات من الجهات الشريكة ورعاية في الخدمات الأساسية كالخدمات الصحية والاجتماعية، والهدف من إصدارها هو تقدير وتوقير واحترام كبار السن على ما قدموه للدولة والوطن من واقع القيم الإسلامية الرائدة التي قال عنها المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام "ليْسَ مِنِّا مِنْ لَمْ يَرحَمْ صَغِيرنَا ويعرِفْ حَقَّ كَبيرِنا" (أخرجه أبو داود والترمذي وأحمد)، إضافة إلى المساهمة في رفع جودة حياتهم وحفظ حقوقهم وكرامتهم وتعزيز الاستفادة من الخدمات المقدمة لهم وهو ما تعتبره الوزارة جزء من حقوق ورعاية كبار السن في المملكة.
وبطاقة امتياز لكبار السن تتوفر الآن على تطبيق "توكلنا" في صفحة البطاقات، وتطبيق وزارة الموارد البشرية لكل من تنطبق عليه الشروط تسهيلا من الوزارة لكبار السن للحصول عليها واستخدامها الفوري بكل يُسر وسُهولة، ويمكن لكبير السن إبراز البطاقة عند الحاجة للخدمات المطلوبة، ونظرا لأني أحد حاملي هذه البطاقة فقد أبهرني التعامل الذي وجدته من المؤسسات الحكومية وبعض المؤسسات الخاصة في الاستقبال والترحيب وسرعة إنجاز المعاملات والخدمات والتقدير الراقي لكبار السن ومدى التفاني في خدمة هذه الفئة التي تستحق ذلك.
ووفقاً لإحصائيات الهيئة العامة للإحصاء في السعودية، فقد بلغ عدد كبار السن (60 سنة فأكثر) حوالي 1.7 مليون نسمة في تقديرات عام 2024م، وهو ما يمثل 4.8% من إجمالي السكان البالغ عددهم حوالي 35.3 مليون نسمة، 69% منهم سعوديين و31% غير سعوديين، ويُظهرون رضاً عالياً عن حياتهم والحمد لله.
لذلك حرصت المملكة العربية السعودية على تقديم خدمات شاملة لكبار السن وعناية فائقة مثل الرعاية الصحية المنزلية ودور الرعاية الاجتماعية وبرامج الدعم النفسي والاجتماعي والتسهيلات للخدمات الحكومية عبر بطاقة امتياز، بالإضافة لبرامج صحية متخصصة كالفحص الشامل والتوعية والتأهيل مع التركيز على التمكين والمشاركة المجتمعية ودمجهم في المجتمع وتطوير بيئة داعمة لهم، ونظام حقوق وحماية يضمن حفظ حقوقهم بعقوبات لمن يسيء لهم لا قدَّر الله.
وحقوق كبار السن التي أسسها الدين الإسلامي قبل أكثر من 1440عام، أقرتها الأمم المتحدة بخمسة مبادئ رئيسة أولها مبدأ الاستقلالية: بمعنى إتاحة فرص عمل لكبار السن وتقرير وقت انسحابهم من العمل وجميع قراراتهم بما يلائم قدراتهم العملية، والمبدأ الثاني هو مبدأ المشاركة: أي استمرارهم في الاندماج مع المجتمع بنشاط يَمُسُّ رفاهيتهم وتقديم معارفهم ومهاراتهم وخبراتهم للأجيال الشابة والأعمال التطوعية التي تناسب اهتماماتهم وقدراتهم، أما المبدأ الثالث يمثل مبدأ الرعاية: ويعني حقهم في الاستفادة من رعاية الأسرة والمجتمع وحمايتهم وفقا لأعراف وقيم كل مجتمع، وتقديم الرعاية الصحية لهم للحفاظ على مستوى أمثل من السلامة البدنية والذهنية والعاطفية، ويتعدى ذلك إلى إتاحة الفرصة للحصول على الخدمات الاجتماعية والقانونية، وفي المبدأ الرابع تم التركيز على مبدأ تحقيق الذات: ويقصد به حقهم في انتهاز فرص التنمية الكاملة والاستفادة من موارد المجتمع التعليمية والثقافية والترويجية، وأختم بالمبدأ الخامس وهو مبدأ الكرامة: الذي يمنحهم حقهم في العيش بكرامة وأمن دون استغلال جسدي أو ذهني أو سوء معاملة وأن يكونوا في موضع تقدير واحترام دائما وأبدا.
