
السعوديون في قلب الاردن
من قلب الأردن، ومن روح عربية واحدة، أكتب اليوم لأشقائنا في المملكة العربية السعودية، لأعبر عن مدى اعتزازنا وفخرنا بكم في يومكم الوطني المجيد. إنّ الثالث والعشرين من سبتمبر ليس مجرد تاريخ يُذكر، بل هو يوم وحدة وعزّة وكرامة، يوم رسم فيه الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله – ملامح وطن كبير، وحصن للأمة، وقبلة للقلوب.
إنّ المملكة العربية السعودية لم تكن يوماً مجرد دولة، بل كانت وما زالت رمزاً للقيم العربية الأصيلة، وللإيمان الراسخ، ومثالاً في التضحية من أجل الدين والوطن. فمواقفها الوطنية المشرّفة على مرّ التاريخ، ودورها الفاعل في خدمة العرب والمسلمين، وخدمة الحرمين الشريفين على أكمل وجه، تجعلنا نحن الأشقاء نرفع لها الرأس فخراً واعتزازاً، ونشعر بالقرب الروحي منها كما لو أنها بيتنا الثاني.
لقد أثبت الأشقاء السعوديون أنّ القوة ليست في المال أو الجيوش فحسب، بل في المواقف الإنسانية والقيمية، وفي الولاء للحقّ والدين، وفي التمسك بالعروبة والمبادئ. وهذه المواقف تعكس قيادة حكيمة وشعباً أصيلاً، يسهر على حفظ الأمن، ويرسّخ الوحدة، ويسهم في رفعة الأمة العربية والإسلامية.
وفي يومكم الوطني، أرفع لكم أسمى آيات التهاني، وأشد على أيديكم بكل مودّة واحترام، سائلاً الله أن يديم على المملكة العربية السعودية نعمة الأمن والاستقرار، وأن يبارك في قيادتها وشعبها، وأن يجعلها ذخراً للإسلام والعروبة، وأن يحفظ الحرمين الشريفين ويمتع قلوب المسلمين بالسكينة والطمأنينة.
إنّنا في الأردن، فخورون بكم، نعتز بإنجازاتكم، ونحمل لكم كل المودّة والتقدير، فالملكة العربية السعودية ليست مجرد دولة، بل مثال للعطاء والوطنية والإيمان، وستظل في قلوبنا ملهماً ودرعاً للأمة.