Slaati
منذ 8 ساعة01390

مشاركة

الهدوء هو غياب الضجيج الداخلي (التوتر والقلق والهم) قبل الضجيج الخارجي (الانفعال السلوكي) ، وأقصد به حالة من السكون والطمأنينة تسود النفس أو المكان ، بمعنى آخر الهدوء هو سكينة الجسد وصفاء القلب واستقرار الفكر…

نحن نحتاج وبقوة هدوء المكان الذي نتواجد فيه وخلوه من الأصوات المُزعجة والاضطرابات السلوكية الغير سويّة من قبل الآخرين التي تُثير في النفس عدم الاستقرار والرغبة في ترك المكان وعدم العودة إليه والبحث عن مكان آخر يبعث الهدوء ويجنبك الانفعال ، لأن الهدوء الداخلي وأقصد به هدوء العقل وراحة الفكر واطمئنان النفس أساسهُ الهدوء الخارجي..

أعلم أن من يقرأ مقالي هذا سوف يقف ويقول لي هذا مستحيل ، لأننا نعيش حالة من التوتر والقلق والهم من بدء اليوم حتى نهايته..
وأنا على علم بأن كل صغير وكبير ذكر وأنثى على وجه هذه الأرض الكروية يتدحرج ويلف مثلها من ساعات الصباح الأولى حتى نهاية النهار ، يسارعون الوقت في الوصول للعمل ويتعاركون مع الزمن ركضاً للحصول على المستلزمات المعيشية واستكمالها ، ناهيك عن المسؤوليات المُلقاة على كاهلهم ، فنحن في هذه الحياة نُسدد و نُقارب لتصبح حياتنا أفضل..

ولا بد في خِضم كل هذه الأحداث اليومية أن يحيطنا الازعاج في العمل والشارع والأماكن العامة والمنزل وأن نحتّك في تعاملاتنا مع شتى صنوف البشر (الهادئ والعصبي ، اللين والعنيف ، المُنفتح والمنغلق ، الصبور والمتهور ، الحريص والمتساهل ، المتفهم والمتسلّط ، الاناني وصاحب الإيثار ، الكريم والبخيل ، الغيور والمتعقّل ، القوي والضعيف ، العنيف والمسالم ، المتعلم والجاهل ، الغبي والذكي) ومن الطبيعي أن يترك كل منهم أثر في داخلك سواء بالسلب أو الايجاب ، فليس من السهل بعد كل ما سبق أن تظل بكامل هدوئك الداخلي والخارجي..

للحفاظ على الهدوء الداخلي والخارجي بعد كل ماسبق نحتاج  إلى التوازن بين النفس والعقل والجسد ، الهدوء الخارجي (السلوكي الانفعالي) يحتاج إلى الحديث بصوت منخفض واضح فالنبرة الهادئة تعكس طمأنينة الداخل ، تجنُّب ردّ الفعل السريع خُذ لحظة قبل الرد في المواقف الصعبة وفكّر بعمق لا بسطحيّة وتذكّر إن جهدك وتفكيرك يجب أن تُهدر على شيء ذو قيمة ومردود ولا تهدرها عبثاً على التوافه ، أحرص على تنظيم الوقت والمكان لأن الفوضى الخارجية تخلق توتراً داخلياً ، قضاء وقت بمفردك مع الطبيعة أو في مكان مريح يعيد لك طاقتك ، احترم صمتك وصمت الآخرين ، الصمت كثيراً ودائماً أبلغ من الكلام ..
يقول أفلاطون:
“الهدوء دليل على القوة العميقة ، وليس على الضعف”..

أما إذا تعرضت لضغط خارجي سلب هدوء نفسك الداخلي(النفسي) عليك الهروب لأقرب مكان مُنعزل بعيد عن البشر والضوضاء وتنفّس بعمق عدة مرات فذلك يهدّئ الجهاز العصبي ، وراقب أفكارك ، لا تسمح للأفكار السلبية بالسيطرة عليك بل استبدلها بالتفاؤل والامتنان ، مارس التأمل و الصلاة و الذكر فهي تبعث السكينة وتقرّبك من الله وتملأ روحك سلام وهدوء داخلي ، ابتعد عن الجدل والضغوطات الغير ضرورية اختار معاركك بحكمة فليس كل شيء يستحق أن تخسر من أجله..
يقول سقراط:
“السكينة لا تأتي من الخارج ، بل من معرفة النفس والسيطرة على الرغبات”..

لا تنسَ أن الهدوء ليس غياب الضجيج ، بل القدرة على البقاء مطمئن هادئ وسط الضجيج..
وأخيراً كُن على يقين بأن هدوءك بيدك أنت لا بيد الآخرين..

التعليقات ()

مشاركة

أخر الأخبار

17fc58ba-3ab3-4341-991c-331c2af83e21.jpg
إنزاغي يوثق لزوجته لحظة تجمع الإعلاميين حوله.. فيديو
الرياض
منذ 2 دقيقة
0
1337
ceefee2a-f166-4806-adf1-17f19b7bb83c.jpg
سار توفر وظائف شاغرة في عدة مدة
الرياض
منذ 2 دقيقة
0
1340
e12a4b3d-241a-459d-9a07-8599dde03c12.jpg
ضبط موقعين لتعبئة البيض وتعديل تواريخ الصلاحية في جدة
جدة
منذ 7 دقيقة
0
1347
4d322fb5-abf7-4b97-861a-a246140e2b3b.jpg
إنزاغي يعلق على خماسية الهلال أمام الاتفاق
الرياض
منذ 8 دقيقة
0
1355
efc34a5d-5c15-4135-99ec-b8eec330a365.jpg
الشيباني: سوريا ابتعدت عن المحاور والعداء مع أي دولة
دمشق
منذ 9 دقيقة
0
1355
إعلان
مساحة إعلانية