حين يتكلم الضوء – ٥ رصيف المغيب
منذ 3 ساعة01338
كان الرصيف خاليًا، إلا من ظلّي، وخطواتٍ لا أعرف إن كانت لي… أم لذاكرتك.
المغيبُ يتسلّل بين الأبنية، يرسم الضوءُ خيوطه الأخيرة على الإسفلت، ثم يختبئ كما يختبئ الذين لا يودّعون.
جلستُ على الحافة، لا لأنني متعب.
بل لأن الضوء هناك يشبهك حين كنتَ تقول دون أن تتكلم.
مرّت وجوهٌ كثيرة، ضحكاتٌ، سيارات، موسيقى بعيدة.
لكن لا أحد لاحظ أن الشارع كله كان ينحني قليلًا نحو جهةٍ كنتَ تمشي منها ذات غياب.
في تلك اللحظة.
أدركت أن الضوء لا يُضيء الطريق، بل يواسي مَن مشى فيه وحده.





