فلسفة "المرآة" لسلامك الداخلي
لطالما يُردد على مسامعنا: «عامل الناس كما تحب أن تُعامَل».
عبارة تبدو مثالية لكنها في واقعنا أحيانًا مُرهقة، مُنهِكة، تستنزف الروح حتى آخر قطرة صبر فيها.
لأنك حين تُحسن بلا توقف، تجد نفسك تُنزف من حيث لا تعلم!
تُبارك لمن لم يبارك لك
تُساند من أنشغل عنك
تفرح لقلبٍ لم يفرح لك يومًا
تُلبي دعوة من لا يلبي دعوتك
وتدعم من لا يدعمك
وتنتظر من لا ينتظرك.
فهل العدالة في أن نُعطي بلا وعي، لمجرد أن نخشى أن نكون "ناقصي خير"؟!
وهل السمو في أن نُرهق قلوبنا بإسم المثالية؟
أنا أقولها بصدق التجربة لا بقسوة القلب:
عامل الناس كما يعاملونك، لا كما تتمنى أن يعاملوك، وكن مرآتهم.
ليس لأنك قاسٍ، بل لأنك تعلَّمت كيف تحمي نفسك، وأن تُحيطها بسياج من الكرامة والاتزان.
فالعطاء لا يفقد قيمته إن كان بحكمة، والمعاملة بالمثل ليست انتقامًا، بل اتزانًا.
وكما قال جاكسون براون:
"كن لطيفًا أكثر من اللازم، ولكن لا تسمح لأحد أن يستغل لطفك"
فإحترام الذات لا يعني الغرور، والمعاملة بالمثل لا تعني القسوة.
هي ببساطة فلسفة قائمة على أن كل علاقة تحتاج توازنًا كي تبقى على قيد النقاء.
فأمنح بقدر ما يُمنح لك، وابتسم لمن يبتسم لك، وكن عونًا لمن كان لك عونًا.
وأنا أقول:
"الاحترام المتبادل هو أساس الحياة المتوازنة"
"لا تبالغ في العطاء حتى لا تجد نفسك يومًا تُعطي من لا يستحق"
عامل الناس كما يعاملونك…
ليس لأنك تفتقد الطيبة، بل لأنك صرت تفهم قيمتها.
فمن أرادك حقًا سيعاملك كما تُعامله، ومن تهاون فيك، فليتعلم من غيابك ما لم يتعلمه من حضورك.





