محكمة تلزم مدرسة بتعويض طالبة أصيبت باضطراب بسبب فيلم

بكين
قضت محكمة في مدينة هانغتشو بمقاطعة قوانغشي الصينية بمسؤولية مدرسة جزئيًا عن إصابة طالبة باضطراب ذهاني حاد ومؤقت بعد أن شاهدت فيلم رعب خلال أحد الدروس، في واقعة أثارت جدلًا واسعًا داخل الصين.
وبحسب ما نقله موقع أوديتي سنترال، فإن الحادث وقع أثناء غياب المعلمة الأساسية، حين قرر مدرس بديل عرض فيلم على الطلاب، تبين لاحقًا أنه من فئة الرعب، حيث أوضح والد الطالبة أن ابنته تعرضت بعد مشاهدة الفيلم لأعراض نفسية حادة، شملت فقدان القدرة على الكلام والانفصال عن الواقع، ما استدعى نقلها إلى مستشفى محلي.
وكشفت الفحوصات الطبية أن الطفلة مصابة باضطراب ذهاني حاد ومؤقت، دون وجود أي تاريخ مرضي نفسي في العائلة، ورفعت أسرتها دعوى قضائية ضد المدرسة، مطالبة بتعويض قدره 30 ألف يوان (نحو 4,200 دولار)، بدعوى الإهمال في الإشراف والسماح بعرض فيلم غير مناسب للأطفال.
في المقابل، نفت المدرسة مسؤوليتها المباشرة، مشيرة إلى احتمال أن تكون حالة الطفلة ناتجة عن عوامل نفسية داخلية، لكنها أقرت بمسؤولية جزئية بنسبة 10%.
وبعد مداولات استمرت نحو عامين، حكمت المحكمة بأن المدرسة قصرت في واجباتها التعليمية ووافقت على عرض الفيلم دون تقييم مناسب، ما يجعلها مسؤولة بنسبة 30% عن الأضرار، وألزمتها بدفع تعويض قدره 9,182 يوان (نحو 1,300 دولار) عبر التأمين.
وأثارت القضية نقاشًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية بين من اعتبروا عرض الفيلم سلوكًا غير مسؤول من المدرسة، ومن رأوا أن الحالة مؤقتة ولا تستوجب تحميلها كامل اللوم.
ويؤكد خبراء الطب النفسي أن الاضطراب الذهاني الحاد والمؤقت يمكن أن يصيب حتى الأشخاص الأصحاء نفسيًا في حالات الخوف أو القلق الشديد، ويعالج عادة بالأدوية والعلاج النفسي، مع احتمالات تعافٍ كامل عند المتابعة المنتظمة.






