
الخَتْرَشَة
يُحدق بِكَظَمٍ جاذبٍ في سِيماء الفجر السحيق ويجذب معه قنوط شمسه بين الحقول والرياح ويدحر أن يفيح الجوى فقد خبَّأ اغفاءته لكي يستفيق إلى الوراء فغدا يُناضل بصريرٍ خاملٍ ضياء تجاويفه المُرتعدة والتي تتأوه في مِظنَّته تحت وطأة البريق في هياكل القَتَام ، ولاذهول في ذلك فهو إيقاع أجوف يزجره الآخرون من حيث لايعهد .
تمتد نجابته الماديه أحيانًا وفيرة وهو سائبٌ مابين دفتي تلك الأريكة الموسرة بالرخاوه إلى كامل مستوى تبصُّره الواهن دون إفاقة من سريرةٍ يُسافر بها إلى مراسي الرقة أو واحة الألفة .
كيف يتسنى له وهو في هذه السمه من الهُراء أن يدرك ماتصفه أنامل الجزاله بسُحنه بانوراميه وشيجه ، أن يتصفَّح في وشوشات المجاديف حين تجوع الفصول خلف جذور الوحول .
إنه حوارٌ شريد ميلاده في عروقي يزدرم ظل يقيني على مفرق الوصول . حينها أومأ بما يتمنطق به بمزية الظمآن التي طالعها في صدر ذلك الشفق العابر عن ذلك الوجه الأهيف إلى ذروة شعفة ذلك الطَّوْد بحُلته البيضاء المتألقة وهي تُبصر عن بعُدٍ في المكان وعن قربٍ للمكين أرضية خضراء من بساتين سندسية تسر أعين الناظرين .
أيظن بأن رشاقة الحرف في الصَّوغ والتحلق به بعيداً عن السفاسف من طرائق الغليل … إنها أُبَّهَة ذهنية تُطايب أنامل الخطى وتطرز لمدافىء السَّناء البردية على مشارف القرى الريفية التي تزخر برياض الورد وأشجار الصنوبر وأغصان الأعناب … إنها قراءة مُترفقة في أغوار الوجدان … إنه شفقٌ يُحاذي ذلك الشفق المتهلل في الثُريا الثري بأيام الألم وليالي الشجن .
وماذا بعد هل مافتئت تهتف بالعوم في غور السراب الآسن ؟ فإذا كان هكذا فلا تباين إذاً مابين همس الطفل وهو يشدو وما بين خترشة الجراد وهو يسرط الكلأ في مروج قريتنا النضيرة … فأسْكُن في جمودٍ صاغرٍ ودع مرافىء التألق في دمي تحيا بروح الحياة ، وعُباب الموجِ وبذرة الطين الأسيرة !!!